من الاخر.. وبعيدا عن الجدل الدائر حول ماهو ممكن وماهو متاح.. يجب على
المسئولين الحاليين في اتحاد الكرة ان يتخذوا قرارا حاسما ويلغوا الدوري،
لأن كل المعطيات المطروحة تؤكد استحالة استئنافه في ظل الظروف الراهنة التي
تمر بها البلاد لاسيما انتخابات الرئاسة التي ستحتاج الى تركيز اكبر من
رجال الامن في شتى المناحي.
ولعل رفض مدير أمن البحر الاحمر تأمين مباريات المنتخب الوطني التي كان
من المفترض خوضها في الجونة بالغردقة ضمن برنامج الاعداد لتصفيات افريقيا
المؤهلة لامم 2013 يؤكد ان الرجل ادرك بفطرته قبل خبرته ان اقامة مباريات
في محيط محافظته غير مأمون العواقب وقد يضع نفسه في موقع المسئولية اذا حدث
حادث مفاجئ غير متوقع في لعبة لم تعد تحتمل المفاجآت داخل المستطيل الاخضر
فقط بل امتدت خارجة بكوارث لم نعهدها..!
لذلك قررمدير الامن ان ينأى بنفسه عن مخاطر الكرة وقال كلمته، وتعامل
معها بمبدأ " الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح" وعلى المتضرر اللجوء
لمحافظة اخرى بعيدا عن البحر الاحمر الباحثة عن هدوء يؤمن ماتبقى من
سياحة.
وبالطبع مافعله مدير أمن البحر الاحمر سيفعله غيره طالما ان كرة القدم
اصبحت خطرا يهدد مستقبلهم المهني،مما يؤكد ان استئناف الدوري سيكون مستحيلا
امام رفض تأمينها، ويخطئ من يتصور ان اقامة المباريات بدون جمهورلايحتاج
الى أمن بل على العكس تماما، اذ سيتطلب زيادة عدد الافراد والجنود داخل
وخارج الملاعب لضمان عدم اختراق بعض الجماهير حظر حضورها.
ولأن الغاء المسابقة هذا الموسم يتسبب في ازمات مالية طاحنة للاندية
والاتحاد وتحديدا فيما يخص الرعاية والاعلانات فقد اصبح من الضروري ان يضع
القائمون على ادارة اللعبة حاليا بدائل توافقية لعبور هذه المرحلة، اما
بترحيل مدة التعاقد لمدة نصف موسم بدلا من المدة المتبقية، او التعهد
بتعويض الرعاة في العقود المقبلة، وهي وسيلة سيتفهمها الرعاة حتما في ظل
هذه الظروف.
هناك فكرة اخرى لاستكمال الموسم .. هي: اقامة بطولة تنشيطية تعويضا عن
الدوري بحيث تكون على غرار البطولات المجمعة في ملعب او ملعبين وفي محافظة
من المحافظات التي تتسم بالهدوء كالاقصر واسوان او الوادي الجديد او مرسى
مطروح - مثلا - ويشارك فيها من يرغب من الاندية على ان تقوم الاندية
المشاركة بالتعاقد مع شركات أمن خاصة بعيدا عن الشرطة لتأمين المباريات..
هذه مجرد فكرة لأنه بصراحة شديدة اشعر ان اي احد من اتحاد الكرة لن يجرؤ
على استئناف الدوري.
** في هذا الزمن .. بات الشرفاء من رجال الشرطة يعانون الامرين، واضحى
كل منهم مثل مدرس التربية الرياضية في المدرسة.. مطلوب منه فرض النظام على
الطلاب، واذا استخدم القوة تبرأ منه الجميع واولهم مدير المدرسة !!!